أمة الله الشامي وقصة نجاحها بمصر – نموذج لمنارة المرأة السعودية داخل وخارج المملكة

حوار: شيماء حسين
تحرير ونشر: د. محمود منسي

نجحنا بالتحدي واستثمار الفرص في دعم المرأة السعودية لأن تبهر العالم بنجحاتها ومازال أمامنا كثير من التحديات

WhatsApp Image 2024-10-31 at 3.17.20 PM (2)

خطوات رائدة واعية تزهر بإنجازات تحمل رسائل الدعم الإيجابية، التي نجحت بجدارة في دعم المرأة العربية والسعودية لتكون كيان قادر على تحقيق التغيير المتميز ذاتياً ومجتمعياً. حاورت مجلة المرأة السعودية “ويمن أوف ساودي آرابيا” المتحدثة والكوتش الملهمة أمه الله الشامي في عدة محاور حياتية ومجتمعية كونها نموذج لمنارة المرأة السعودية داخل وخارج المملكة. فهي تحب الكتابة واعداد المحتوى، من مواليد مدينة بيروت، أم لولدان، ولها جذور من دولة اليمن، وقد تعددت محلات إقامتها مابين بيروت، السعودية، لندن، واليمن. فحصلت على بكالوريوس علم إجتماع وحققت دراسات تطويرية بمجال التنمية البشرية والمجال الإداري والتحفيز وتطوير الذات

 

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: كونك عشتي وسافرتي لأكثر من بلد، فهل يعتبر السفر هواية لكي؟

أمة الله الشامي: أحب السفر ليس لكونه مجرد هواية ولكنه وسيلة أساسية في إثقال شخصيتي وخبراتي وشغفي باستكشاف كل ما هو جديد بطريقة بسيطة ومفيدة لإرتباط هذا بشخصيتي التي تحب المعرفة والإطلاع من ثقافات متخصصة أو ثقافات مجتمعية معلقة فمازلت أتعلم واستكشف لأعطي ما تعلمته

 

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: لماذا لقبتي ذاتك بسفيرة التفاؤل؟

أمة الله الشامي: هذا اللقب لم أعطيه لذاتي، ولكن كان منحة محفزة من المقربين مني، وأحببته كثيراً وحرصت على الإحتفاظ به، لتوافقه مع نظريتي الحياتية في المواقف التي أمر بها، أما أن أنظر بالنظارة السوداء سلباً للمواقف، إما أن أختار الروح الإيجابية والبحث عن كل ماهو إيجابي يشعرني بالتفاؤل

وأجعل من حولي يستشعروا تلك اللحظة التي من الممكن أن نستفيد منها و نكمل بإطمئنان وعدم مشقة لنشعر جميعاً بالبهجة والراحة قدر الاستطاعه، فالتفاؤل ليس مجرد كلام ولكنه لابد أن يكون جزء من قناعاتنا لتنعكس على شخصيتنا وسلوكياتنا

 

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: مامدى يقينك بمقولة “سترونج إينديبيندنت وومان”، وهل هي حافز للمرأة أم شكلت ضغط عليها؟

أمة الله الشامي: أرى أنها شكلت ضغط عليها بدرجة كبيرة، فصارت تحملها المسؤولية أن عليها دور إثبات ذاتها للأخرين والمجتمع، فالمرأة قادرة وناجحة لأنها اتهمت سابقا أنها لا تستطيع إلا أن تكون ربة منزل فقط، على الرغم من هذا الدور الذي صار بمثابة الإتهام المجتمعي، فهو من أعظم وأنقى الأدوار التي تحمل التأثير الأكبر سلبا وإيجابا في المجتمع، وأنا كنت يوما ما من هؤلاء المتهمين إلا أن أدركت وعرفت دوري بيبتي وبصمتي الجميلة فيه، لكن لا مانع أن أعمل لإعطاء رسالتي التي تعلمت منها وعلمتها للأخرين كمهنة استفيد منها لكن يكون هذا دون تحدي وإثبات لأي أحد ولكن التحدي لذاتي فقط ليحفزني على الاستمرار

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: “حياتك رحلتك الخاصة” بوجهة نظرك ‏كيف يتم توجيه رحلة المرأة إلى مسار إيجابي لصحتها النفسية؟

أمة الله الشامي: بالمعرفة والتعلم والأخطاء والتحديات التي واجهتنا، لأننا نريد أن نكون ذو القلب السليم المبتهج ونتعلم من ما سبق وأخذ العظة والعبرة لكي نرتقي ونتطور للإيجابية بالأمل والتفاؤل واليقين بالله في كل خطوة وفكرة، فهذا يشعرنا باستقرار صحتنا النفسية، لأن للعطاء راحة لا مثيل لها، ومسار المرأة يكون عظيما عندما تعرف ماهي رسالتها

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: لكي مقولة “خلقت لأزهر” ماتعريفك لها وكيف يمكن للمرأة تحقيقها نفسياً ومجتمعياً؟

أمة الله الشامي: ما أجمل هذه المقولة خلقت لأزهر، فشعور إننا خلفاء الله بالأرض مكرمات بالعقل والدين ونتبعن مبادىء جميلة ورائعة، تجعلنا أصحاب بصمة وأثر لا ينسى، فكلمة أزهر ليس فقط للمرأة لِتحقيقها نفسيا ومجتمعيا، ولكن لابد أن تكتمل بدور الرجل، لأنه الأب، الأخ، والزوج، فالتناغم والمشاركة لها دور جميل في تفعيل هذه الكلمة لانها حقا تفرح العقل والقلب وتبهج النفس، ولها معطيات تغير ما حولنا للأفضل

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: لديك مشاركة قوية في الفعاليات المصرية الداعمة للمرأة كيف أضافت لك ولخبرتك؟

أمة الله الشامي: وما أجملها من رحلة إلى مصر، بمشاركتي في مختلف المؤتمرات، الصالونات الثقافية واللقاءات بالإختلاط التفاعلي مع مشاركات من مختلف دول الوطن العربي، أضافت لي الكثير فكرياً، معنوياً، أخلاقياً وإنسانياً، حفزتني أن أتعلم بتعمق وأعطي من تلك الخبرات التي تعلمتها المزيد، ساعدتني على ثقلت مهاراتي وحملتني مسؤلية أن أكون أفضل

فلقاءات التبادل الثقافي التي تنظم على أرض مصر الغنية والمليئة بمختلف الثقافات الثرية للمرأة والتي تحفزها أن لا تنسى دورها الإيجابي لكي تكون قائدة ورائدة لأن نجاح قوام المجتمع “المرأة” شىء أساسي لتقدم الدول

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: حدثينا عن قصة نجاحك في مصر وكيف استغليتي الفرص لتطويرها؟

أمة الله الشامي: الحكاية بدأت من المؤتمر الثالث باللايف كوتش أو أسلوب حياة في مدينة السلام شرم الشيخ قبل ثلاثة سنوات، كانت أول مرة أقف أمام منصة علمية لطرح ورقة عمل الكوتش الروحي وهو من ضمن مجالات دراساتي الحالية. حينها تلقيت تشجيع وترحيب بأني نجحت في تحقيق التأثير المطلوب، وأني مؤهلة لكي أكون متحدثة تحفيزية، لتتوالى اللقاءات والفعاليات على أرض مصر الحبيبة التي أضافت لي الكثير وكان لها الفضل في بداية مشواري

ليكتمل الحلم بخطة عمل ليكون هذا هو طريق نجاحي للتعلم أكثر وإكتساب مزيد من الخبرات العلمية والمهنية لكي أثبت مصداقيتي وفكري وجهدي للمعرفة، فدافعي الشخصي مقولة  “أعمل خير يأتيك خير، أنطق خيرا يأتيك  الخير..” فواجبنا أن نكون رسالة تحفيز في حياة بعضنا البعض لتزدهر حياتنا

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: كيف ألهمتي المرأة المصرية كمتحدثة سعودية؟

أمة الله الشامي: بمزيد من التواصل، فالمرأة المصرية هي المرأة العربية كلنا متشاركين كسيدات مجتمع (الأم، الأخت، الصديقة..)، كلنا نحب أن نتعلم بطريقتنا المسموح بها من عادات وتقاليد وخاصة في هذا القرن الذي أصبحت فيه وسائل التواصل الإجتماعي يساعد كثيرا على المعرفة لمن يحب أن يتطور ويرتقي

فأنا لم ألهم أحد، فقط كنت إنسانه تُذكر ما تعلمت وأعطي النظرة الإيجابية والتفاؤل والأمل وأن جنة الأرض التي تعيش فيها هي مسخرة من عند رب العالمين ونحاول قدر الاستطاعة السعي للاستفادة منها وأن نحب أنفسنا ونقدرها ونرفق بها وأن الإجتهاد والإختبارات بالحياة هي كي تزيدنا قوة وتطوير وأن نأخذ العظة والعبرة مما سبقونا في مدرسة الحياة

 

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: كيف استطاعت المرأة السعودية الاستفادة بشكل كاف من إنفتاح المملكة العربية السعودية وكسر القيود نحو النجاح وما الذي مازال ينقصها؟

أمة الله الشامي: أولاً نثني على جهود حكومة المملكة العربية السعودية لدعمها على تمكين المرأة في التنمية وللإستفادة والتطور أكثر وكسر القيود لابسط حقوقها على سبيل المثال تمكنها من استخدام السيارة لأنها كانت معضلة صعبة والحمدالله تجاوزنا الكثير من الصعوبات التي كانت تواجهه المرأه، وأعطنا بالفعل حقوقنا القانونية للحرية بالحياة لمعطيات أفضل وتعلم أكثر معنوياً ودراسياً ومهنياً فكسرت القيود وسمحت لأن يكون للمرأة السعودية عمل خاص باسمها وأن تمتلك عقار وغيره من الحقوق

 

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: برأيك إلى أي مدى نجحت المرأة السعودية في إثبات مكانتها العربية والعالمية؟

أمة الله الشامي: تحقق هذا بجدارة ونجاح مبهر واستطاعت الإبداع ثقافياً وعلمياً حتى اثبتت مقدرتها للتخطيط الاستراتيجي والتداول عربياً وعالمياً، فالإنفتاح الذي أتيح للمرأة أظهر شغفها للعطاء الأكثر لأجل ترك بصمة أو أثر نافع تفيد نفسها و مجتمعها للتقدم وللرؤية المستقبلية القادمة.

ورأينا هذا بالفعل من خلال النماذج الإيجابية التي نجحت في تحقيق إنجازات كبيرة في مختلف المجالات لتتوج المرأة السعودية بلقب أول إمرأة في مختلف المجالات وتحظى تكريما من مختلف المحافل العربية والعالمية وهذا يثيت انها فقط كانت بحاجة لإنفتاح حقيقي، يتيح لها الفرصة أن تجتهد وتبدع

 

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: ما التحديات التي تواجه المرأة العربية بشكل عام والمرأة السعودية بشكل خاص؟

أمة الله الشامي: هذا السؤال يحتاج أولاً إلى عمل دراسة بسيطة بما يواجه المرأة العربية بشكل عام والمرأة السعودية بشكل خاص، فهذا يحتاج إجابه واضحة وحقيقية ليس فقط الإنحسار على ماهو إعتقادي الشخصي، لأنه مازال يوجد من العوائق والتحديات بالمجتمع السعودي الكثير سواء من ناحية المجتمع العائلي المقرب أو من ناحية بعض الهيئات والمؤسسات التي مازالت لاتستطيع تقبل فرص العمل التي أتيحت للمرأة ببعض القطاعات بحجة أنه لا يناسب طبيعة المرأة، فمازال هناك تحديات وعوائق نثق أن إصرارنا سيذللها جميعها لأننا جديرات بتحمل المسؤولية

أما مايوتجه المرأة العربية بشكل عام نعلم أن مسؤوليات الحياة كثيرة والضغوط أكثر، ولكن عليها أن تحقق التوازن بين مسؤولياتها تجاه تربية أولادها لأنها تشكل دور رائد وتحمل مسؤولة إخراج جيل واع يشكل المستقبل الواعد وبين عملها الذي تحمل مسؤوليته وعليها ان تثبت كفاءتها ومهارتها بجدارة

 

مجلة ويمن أوف ساودي آرابيا: كونك سفيرة للتفاؤل، إذا قدمت روشتة نجاح وتفاؤل المرأة العربية ماذا ستقولي لها؟

أمة الله الشامي: أقول لها عليكي أن تعرفي قدر ذاتك وأن تقتنعي أنكي خلقتي لتزهري من حولك بإبتسامة لطيفة بكلمة تجبر القلب، فالمرأة كيان جميل، تتحلى برقة القلب و بالقوة، الصبر، والأمل، وأعرفي أنك سيدة بيت عظيمة لها أثر وبصمة رائعة تحفر في أهل بيتها، إدعمي ذاتك ووجهي لها كلمات الشكر على جمال قلبك، على معطياتك، شكرا على محبتك شكرا لأنك تنتبهي على نفسك شكرا لأنك أنثى قيمة، واعتذري لذاتك إذا أهملتيها، فعلينا أن نكون رحيمين بذاتنا لأن صحة صحتنا النفسية هي مقياس لتحقيق كل ماهو مزدهر

Post List

related posts

Hot News

Trending